ثم قال عز وجل : { والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ } ، يعني : يعطون ما أعطوا من الصدقة والخير . { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } ، يعني : خائفة . وروى سالم بن معول ، عن عبد الرحمن بن سعيد الهمداني : أن عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية { والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ويزنون ، قال : « ا يا بِنْتَ أبِي بَكْرٍ ، ولكنهم هُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَيُصَلُّونَ » . وروي عن أبي بكر بن خلف أنه قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقلنا : كيف تقرئين يا أم المؤمنين { والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ } ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ { والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ } ، فقلت يا نبي الله ، هو الرجل الذي يسرق ويشرب الخمر ؟ قال :
« ا يا بِنْتَ أبِي بَكْرٍ ، هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّقُ ، وَيَخَافُ أنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُ » . وقال الزجاج : من قرأ { يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ } ، معناه يعطون ما أعطوا ، ويخافون أن لا يقبل منهم ؛ ومن قرأ { يَأْتُونَ * مَا ءاتَواْ } أي يعملون من الخيرات ما يعملون ، ويخافون مع اجتهادهم أنهم مقصرون . ثم قال تعالى : { أَنَّهُمْ إلى رَبّهِمْ راجعون } ، يعني : لأنهم إلى ربهم راجعون ، ومعناه يعملون ويوقنون أنهم يبعثون بعد الموت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.