بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (40)

ثم قال عز وجل :

ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ الله لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } يعني : خزائن السموات والأرض ، يعني : خزائن السموات المطر ، وخزائن الأرض النبات . ويقال : { لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض } يحكم فيها ما يشاء ، { يُعَذّبُ مَن يَشَاء } إذا أصرّ على ذنوبه ، { وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء } إذا تاب ورجع ، ومعناه : أن السارق إذا تاب ، ورد المال لا يقطع ويتجاوز عنه ، وإن لم يتب قطعت يده .

ألا ترى أن الله تعالى قال : { لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض يُعَذّبُ } إذا لم يتب ويتجاوز إذا تاب ، فافعلوا أنتم مثل ذلك ، لأن الله تعالى مع قدرته يتجاوز عن عباده ، وهو قوله : { والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } من المغفرة والعذاب .