وقوله تعالى : { ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء } هذا ، والله أعلم ، على إثر قوله : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء } [ المائدة : 38 ] وعلى إثر قوله : { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } الآية [ المائدة : 33 ] . إن { له ملك السماوات والأرض } وله أن { يعذب من يشاء } بعد التوبة وقبل التوبة { ويغفر لمن يشاء } ولا يعذب بعد التوبة . وذلك أن المحارب إذا تاب قبل أن يقدر عليه الحد الذي وجب في حال المحاربة ، والسارق إذا تاب قبل أن يقدر عليه الأخذ به أخبر أن له أن يعذب من يشاء .
وفيه نقض على المعتزلة لأنهم يقولون : الصغيرة مغفورة ، وليس له أن يعذب عليها ، والكبيرة يخلد صاحبها في النار ، ليس له أن يعفو عنها . فلو كان على ما قالوا لذهب معنى التخيير بقوله تعالى : { يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء } إن عفا عفا ما عليه أن يعفو ، وكذلك ما عذب عذب ما عليه أن يعذب ، فتذهب فائدة التخيير ، وقد أخبر أنه { يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.