جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (40)

{ ألم تعلم{[1252]} أن الله لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } أي : لا تهتم بمسارعتهم فيه .


[1252]:والخطاب في (ألم تعلم) لكل من له علم كأنه قال: إنك عاجز عن الخروج عن ملكي فلم اجترئت على ما منعتك منه اعترض نصراني على الدين الحنيفي أن في اليد المقطوع ظلما خمسين من الإبل وأنتم حكمتم بقطعه في ربع دينار وما ذلك إلا جهل فأسكته بعض عظماء العلماء بقوله: كانت ثمينة فلما خانت هانت. ولما بين أنه مالك العلويات والسفليات بيده التعذيب والغفران وله القدرة التامة العامة فعلى مذعنه تفويض الأمر إليه كما قال الله (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) (الحديد: 22) إلى أن قال: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) فقال: (يا أيها الرسول) خاطبه به إشارة إلى أن الرسالة شغلك/12 وجيز.