فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (40)

{ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض } هذا الاستفهام للإنكار مع تقرير العلم وهو كالعنوان لقوله { يعذب من يشاء } أي من كان له ملك السماوات والأرض فهو قادر على هذا التعذيب الموكول إلى المشيئة والمغفرة الموكولة إليها ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به جميع الناس ، قيل الخطاب لكل فرد من الناس ، { ويغفر لمن يشاء } وإنما قدم التعذيب على المغفرة لأنه في مقابلة السرقة المقدمة على التوبة .

وهذه الآية فاضحة للقدرية والمعتزلة في قولهم بوجوب الرحمة للمطيع والعذاب للعاصي ، لأن الآية دالة على أن التعذيب والرحمة مفوضان إلى المشيئة والوجوب ينافي ذلك { ولله على كل شيء قدير } لأن الخلق كلهم عبيده وفي ملكه .