الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ لَا يَهۡدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (104)

وأخرج ابن أبي حاتم عن معاوية بن صالح قال : ذكر الكذب عند أبي أمامة فقال : اللهم عفواً ، أما تسمعون الله يقول : { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون } .

وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق ، وابن عساكر في تاريخه ، عن عبد الله بن جراد أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : «هل يزني المؤمن ؟ قال : قد يكون ذلك . قال : هل يسرق المؤمن ؟ قال : قد يكون ذلك . قال : هل يكذب المؤمن ؟ قال : لا . ثم أتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون } » .

وأخرج الخطيب في تاريخه ، عن عبد الله بن جراد قال : قال أبو الدرداء : «يا رسول الله ، هل يكذب المؤمن ؟ قال : لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب » .

وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أخوف ما أخاف عليكم ثلاثاً : رجل آتاه الله القرآن ، حتى إذا رأى بهجته وتردى الإسلام ، أعاره الله ما شاء ، اخترط سيفه ، وضرب جاره ، ورماه بالكفر . قالوا : يا رسول الله ، أيهما أولى بالكفر ، الرامي أو المرمي به ؟ قال : الرامي ، وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطاناً فقال : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق ، ورجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها ، فذاك الذي يدرك الدجال فيتبعه » .