الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَنُزُلٞ مِّنۡ حَمِيمٖ} (93)

88

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم } قال : لا يخرج الكافر من دار الدنيا حتى يشرب كأساً من حميم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال : من مات وهو يشرب الخمر شج في وجهه من جمر جهنم .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : «{ فأما إن كان من المقربين فروح وريحان } قال : هذا في الدنيا { وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم } قال : هذا في الدنيا » .

وأخرج أحمد وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره الله لقاءه ، فأكب القوم يبكون فقالوا : إنا نكره الموت ، قال : ليس ذاك ، ولكنه إذا حضر { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم } فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب { وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم } فإذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره » .

وأخرج آدم ابن أبي اياس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات { فلولا إذا بلغت الحلقوم } إلى قوله : { فروح وريحان وجنة نعيم } إلى قوله : { فنزل من حميم وتصلية جحيم } ثم قال : إذا كان عند الموت قيل له هذا فإن كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه » .

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، فقالت عائشة رضي الله عنها : إنا لنكره الموت ، فقال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضر الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، وأحب لقاء الله ، وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه وكره لقاء الله وكره الله لقاءه » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله إن كان بخير { فروح وريحان وجنة نعيم } أن يعجله وإن كان بشر { فنزل من حميم وتصلية جحيم } أن يحبسه » .