الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

88

وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحكيم الترميذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ { فروح وريحان } برفع الراء .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما بلغت { فروح وريحان } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فروح وريحان } .

وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن أنه كان يقرأها { فروح وريحان } برفع الراء .

وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة أنه كان يقرأ { فروح } قال : رحمة ، قال : وكان الحسن يقرأ { فروح } يقول : راحة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فروح } قال : راحة { وريحان } قال : استراحة .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : يعني بالريحان المستريح من الدنيا { وجنة نعيم } يقول : مغفرة ورحمة .

وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد في مسنده والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي قتادة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرت جنازة فقال : مستريح ومستراح منه ، فقلنا يا رسول الله : ما المستريح وما المستراح منه ؟ قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله سبحانه وتعالى ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب .

وأخرج القاسم بن منده في كتاب الأحوال والإِيمان بالسؤال عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنة نعيم ، وإن أول ما يبشر به المؤمن في قبره أن يقال : أبشر برضا الله تعالى والجنة ، قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك وصدق من شهد لك واستجاب لمن استغفر لك » .

وأخرج هناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { فروح وريحان } قال : الروح الفرح ، والريحان الرزق .

وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في قوله : { فروح وريحان } . قال : فرج من الغم الذي كانوا فيه ، واستراحة من العمل ، لا يصلون ولا يصومون .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال : الروح الاستراحة ، والريحان الرزق .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو القاسم بن منده في كتاب السؤال عن الحسن في قوله : { فروح وريحان } قال : ذاك في الآخرة فاستفهمه بعض القوم ، فقال : أما والله إنهم ليسرون بذلك عند الموت .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { فروح وريحان } قال : الريحان الرزق .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : الروح الرحمة ، والريحان هو هذا الريحان .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { فروح وريحان } قال : الروح الرحمة والريحان يتلقى به عند الموت .

وأخرج المروزي في الجنائز وابن جرير عن الحسن قال : تخرج روح المؤمن من جسده في ريحانة ، ثم قرأ { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان } .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني في قوله : { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان } قال : بلغني أن المؤمن إذا نزل به الموت تلقي بضبائر الريحان من الجنة فيجعل روحه فيها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : لم يكن أحد من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض .

وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن بكر بن عبدالله قال : إذا أمر ملك الموت بقبض روح المؤمن أتى بريحان من الجنة ، فقيل له : اقبض روحه فيه ، وإذا أمر بقبض روح الكافر أتى ببجاد من النار فقيل له : أقبضه فيه .

وأخرج البزار وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إن المؤمن إذا حضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان ، فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ، ويقال : أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية مرضيّاً عنك إلى روح الله وكرامته ، فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب به إلى عليين ، وإن الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمر فتنزع روحه انتزاعاً شديداً ، ويقال : أيتها النفس الخبيثة أخرجي ساخطة مسخوطاً عليك إلى هوان الله وعذابه ، فإذا خرجت روحه وضعت على تلك الجمرة ، فإن لها نشيشاً ويطوى عليها المسح ويذهب به إلى سجين » .

وأخرج أبن أبي الدنيا في ذكر الموت عن إبراهيم النخعي قال : بلغنا أن المؤمن يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة ، وريحان من ريحان الجنة ، فتقبض روحه فتجعل في حرير الجنة ، ثم ينضح بذلك الطيب ، ويلف في الريحان ثم ترتقي به ملائكة الرحمة حتى يجعل في عليين .