الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ} (18)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة ، فأنزل الله { أفلا ينظرون إلى الإِبل كيف خلقت } وكانت الإِبل عيشاً من عيش العرب وخولاً من خولهم { وإلى السماء كيف رفعت ، وإلى الجبال كيف نصبت } قال : تصعد إلى الجبل الصخور عامة يومك ، فإذا أفضت إلى أعلاه أفضت إلى عيون منفجرة وأثمار متهدلة لم تغرسه الأيدي ولم تعمله الناس نعمة من الله إلى أجل { وإلى الأرض كيف سطحت } أي بسطت يقول : إن الذي خلق هذا قادر على أن يخلق في الجنة ما أراد .

وأخرج عبد بن حميد عن شريح أنه كان يقول لأصحابه : أخرجوا بنا إلى السوق فننظر { إلى الإِبل كيف خلقت } .