تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ} (68)

62

المفردات :

مرجعهم : مصيرهم .

التفسير :

68–{ ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم } .

إنهم يؤخذون من منازلهم في الجحيم ، فيأكلون الزقوم إلى أن تمتلئ بطونهم ، ثم يشربون الحميم ، ثم يرجعون إلى منازلهم في الجحيم .

قال تعالى : { هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن } . [ الرحمان : 43-44 ] .

أي أنهم يترددون بين النار ، وبين حميم قد انتهى إلى أعلى درجة من الحرارة ، فهو يغلى ويشوى الوجوه ، ويقطع الأمعاء ، في مقابل شراب أهل الجنة ، وخمر أهل الجنة ، وفواكه أهل الجنة ، وبالجملة نعيم أهل الجنة ، في مقابل عذاب أهل النار .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ} (68)

{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } أي مصيرهم ، وقد قرئ كذلك ، وقرئ أيضاً { ثُمَّ إِنَّ } { مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجحيم } أي إلى مقرهم من النار فإن في جهنم مواضع أعد في كل موضع منها نوع من البلاء فالقوم يخرجون من محل قرارهم حيث تأجج النار ويساقون إلى موضع آخر مما دارت عليه جهنم فيه ذلك الشراب ليردوه ويسقوا منه ثم يردون إلى محلهم كما تخرج الدواب إلى مواضع الماء في البلد مثلاً لترده ثم ترد إلى محلها ، وإلى هذا المعنى أشار قتادة ثم تلا قوله تعالى : { هذه جَهَنَّمُ التي يُكَذّبُ بِهَا المجرمون * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ } [ الرحمن : 43 ، 44 ] [ الرحمن : 34 ، 44 ] ويؤيده قراءة ابن مسعود { ثُمَّ إِنَّ } إذ الانقلاب أظهر في الرد أو المراد ثم إن مرجعهم إلى دركات الجحيم فهم يرددون في الجحيم من مكان إلى آخر أدنى منه ، وقيل : إن الشراب يقدم إليهم قبل دخول النار فيشربون ويصيرون إلى الجحيم ، وهذا يحتاج إلى توقيف وإلا فهو خلاف الظاهر ، وكأن بين خروج القوم للشرب وعودهم إلى مساكنهم زماناً غير يسير يتجرعون فيه ذلك الشراب ولذا جيء بثم ، وهذا الشراب في مقابلة ما لأهل الجنة من الشراب المدلول عليه بقوله تعالى : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ * بَيْضَاء لَذَّةٍ للشاربين } [ الصافات : 45 ، 46 ] الخ كما أن الزقوم في مقابلة ما لهم من الفواكه .

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم أخرجه ابن أبي شيبة فكيف بمن هو طعامه وشرابه الغساق والصديد مع الحميم ، نسأل الله تعالى رضاه والجنة ونعوذ به عز وجل من غضبه والنار

[ بم وقوله سحبانه :

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ} (68)

{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } أي : مآلهم ومقرهم [ ومأواهم ] { لَإِلَى الْجَحِيمِ } ليذوقوا من عذابه الشديد ، وحره العظيم ، ما ليس عليه مزيد من الشقاء .