تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

61

المفردات :

هو الحي : المتفرد بالحياة الذاتية غير المستمدة من آخر .

التفسير :

65- { هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين } .

هو الحي الذي لا يموت ، والإنس والجنّ يموتون ، فهو سبحانه دائم الحياة ، أوّل بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء .

قال تعالى : { كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } . ( الرحمان : 26 ، 27 ) .

{ لا إله إلا هو . . . } لا معبود للعالمين إلا الله .

{ فادعوه مخلصين له الدين . . . } .

أي : اعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئا ، موحدين له مخلصين له العبادة ، معترفين له بالحمد والشكر والفضل والنعمة .

أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس قال : من قال لا إله إلا الله ، فليقل على أثرها : الحمد لله رب العالمين .

وذلك قوله تعالى : { فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين } .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

{ هُوَ الحى } المنفرد بالحياة الذاتية الحقيقية { لاَ إله إِلاَّ هُوَ } إذ لا موجود يدانيه في ذاته وصفاته وأفعاله عز وجل { فادعوه } فاعبدوه خاصة لاختصاص ما يوجب ذلك به تعالى .

وتفسير الدعاء بالعبادة هو الذي يقتضيه قوله تعالى : { مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } أي الطاعة من الشرك الخفي والجلي وأنه الأليق بالترتب على ما ذكر من أوصاف الربوبية والألوهية ، وإنما ذكرت بعنوان الدعاء لأن اللائق هو العبادة على وجه التضرع والانكسار والخضوع { الحمد للَّهِ رَبّ العالمين } أي قائلين ذلك .

/ أخرج ابن جرير . وابن المنذر . والحاكم وصححه . والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال : من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين وذلك قوله تعالى : { فادعوه مُخْلِصِينَ } الخ . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير نحو ذلك ، وعلى هذا { يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } الخ من كلام المأمورين بالعبادة قبله ، وجوز كونه من كلام الله تعالى على أنه إنشاء حمد ذاته سبحانه بذاته جل شأنه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

{ هُوَ الْحَيُّ } الذي له الحياة الكاملة التامة ، المستلزمة لما تستلزمه من صفاته الذاتية ، التي لا تتم حياته إلا بها ، كالسمع ، والبصر ، والقدرة ، والعلم ، والكلام ، وغير ذلك ، من صفات كماله ، ونعوت جلاله .

{ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي : لا معبود بحق ، إلا وجهه الكريم . { فَادْعُوهُ } وهذا شامل لدعاء العبادة ، ودعاء المسألة { مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي : اقصدوا بكل عبادة ودعاء وعمل ، وجه الله تعالى ، فإن الإخلاص ، هو المأمور به كما قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } أي : جميع المحامد والمدائح والثناء ، بالقول كنطق الخلق بذكره ، والفعل ، كعبادتهم له ، كل ذلك للّه تعالى وحده لا شريك له ، لكماله في أوصافه وأفعاله ، وتمام نعمه .