تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ} (81)

79

المفردات :

آياته : دلائل قدرته في الآفاق وفي أنفسكم .

فأي آيات الله تنكرون : الدالة على ما ذكر من تلك الآيات ، فإنها لوضوحها وظهورها لا تقبل الإنكار .

التفسير :

81- { ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون } .

الله تعالى يريكم دلائل قدرته في البر والبحر والجوّ ، والليل والنهار ، والشمس والقمر ، والنور والظلام ، والصيف والشتاء ، والتقدم العلمي ، وأدلة القدرة في الأنفس والآفاق ، فأيّ هذه الآيات الباهرات تنكرون دلالتها على قدرة الله ، إن هذه المخلوقات البديعة لم يَدّع أحد أنه خلقها ، ثم هي لم تخلُقْ نفسها ، فلم يبق إلا أن تكون مخلوقة لله رب العالمين .

وقد ختمت الآية بهذا الاستفهام الإنكاري ، منكرة على المخاطبين الجحود والكفر ، وقريب من ذلك ما ورد في الآيتين60 ، 61 من سورة النمل ، حيث يقول الله تعالى : { أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون * أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون } . ( النمل : 60 ، 61 ) .

ويقول سبحانه وتعالى : { أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها } . ( النازعات : 28 ، 27 ) .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ} (81)

{ وَيُرِيكُمْ ءاياته } أي دلائله الدالة على كمال شؤونه جل جلاله { فَأَىُّ ءايات الله } أي فأي آية من تلك الآيات الباهرة { تُنكِرُونَ } فإن كلاً منها من الظهور بحيث لا يكاد يجترىء على إنكارها من له عقل في الجملة ، فأي للاستفهام التوبيخي وهي منصوبة بتنكرون ، وإضافة الآيات إلى الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل إنكارها وتنكير أي في مثل ما ذكر هو الشائع المستفيض والتأنيث قليل ومنه قوله

: بأي كتاب أم بأية سنة *** ترى حبهم عاراً علي وتحسب

قال الزمخشري : لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في أي أغرب لإبهامه لأنه اسم استفهام عما هو مبهم مجهول عند السائل والتفرقة مخالفة لما ذكر لأنها تقتضي التمييز بين ما هو مؤنث ومذكر فيكون معلوماً له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ} (81)

{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } الدالة على وحدانيته ، وأسمائه ، وصفاته ، وهذا من أكبر نعمه ، حيث أشهد عباده ، آياته النفسية ، وآياته الأفقية ، ونعمه الباهرة ، وعدَّدَها عليهم ، ليعرفوه ، ويشكروه ، ويذكروه .

{ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ } أي : أي آية من آياته لا تعترفون بها ؟ فإنكم ، قد تقرر عندكم ، أن جميع الآيات والنعم ، منه تعالى ، فلم يبق للإنكار محل ، ولا للإعراض عنها موضع ، بل أوجبت لذوي الألباب ، بذل الجهد ، واستفراغ الوسع ، للاجتهاد في طاعته ، والتبتل في خدمته ، والانقطاع إليه .