البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ} (81)

{ ويريكم آياته } : أي حججه وأدلته على وحدانيته .

{ فأي آيات الله تنكرون } : أي إنها كثيرة ، فأيها ينكر ؟ أي لا يمكن إنكار شيء منها في العقول ، { فأي آيات الله } منصوب بتنكرون .

قال الزمخشري : { فأي آيات } جاءت على اللغة المستفيضة ، وقولك : فأية آيات الله قليل ، لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو : حمار وحمارة غريب ، وهي في أي أغرب لإبهامه .

انتهى ، ومن قلة تأنيث : أي قوله :

بأي كتاب أم بأية سنة *** ترى حبهم عاراً عليّ وتحسب

وقوله : وهي في أي أغرب ، إن عنى أياً على الإطلاق فليس بصحيح ، لأن المستفيض في النداء أن يؤنث نداء المؤنث لقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة } ولا يعلم من يذكرها فيه فيقول : يا أيها المرأة ، إلا صاحب كتاب البديع في النحو . وإن عنى غير المناداة ، فكلامه صحيح ، فقل تأنيثها في الاستفهام وموصولة .