السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَأَيَّ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ} (81)

ولما كانت هذه آية عظيمة جعلها الله سبحانه وتعالى مشتملة على آيات كثيرة قال تعالى : { ويريكم } أي : في كل لحظة { آياته } أي : دلائل قدرته { فأي آيات الله } أي : المحيط بصفات الكمال الدالة على وحدانيته { تنكرون } حتى تتوجه لكم المجادلة في آياته وهذا استفهام توبيخ .

تنبيه : أي : منصوب بتنكرون وقدم وجوباً لأن له صدر الكلام وتذكيره أشهر من تأنيثه ، قال الزمخشري : وقولك فأية آيات الله قليل لأن التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهو في أي : أغرب لإبهامه ، قال أبو حيان : ومن قلة تأنيث أي : قول الشاعر :

بأي كتاب أم بأية سنة *** ترى حبهم عاراً علي وتحسب

قال ابن عادل : وقوله وهو في أي أغرب إن عنى أياً على الإطلاق فليس بصحيح ؛ لأن المستفيض في النداء أن تؤنث في نداء المؤنث كقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة } ( الفجر : 27 ) ولا نعلم أحداً ذكر تذكيرها فيه فيقول : يا أيها المرأة إلا صاحب «البديع في النحو » وإن عني غير المناداة فكلامه صحيح ، يقل تأنيثها في الاستفهام وموصولة وشرطية .