تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

43

المفردات :

في مقام أمين : في مجلس أمنوا فيه من كل هم وحزن .

التفسير :

51 ، 52 ، 53- { إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين } .

نجد هنا مقابلة بين الحديث من أهل النار وعذابهم ومهانتهم ، والحديث من أهل الجنة وما يلقون من صنوف التكريم في المكانة والمكان ، والملبس والمجلس ، والقرناء أو الزوجات ، وأنواع المأكل والفواكه ، والمن النفسي والحسي ، فضلا من الله ونعمة عليهم بهذا الفوز العظيم .

ومعنى الآيات :

إن المتقين الذين راقبوا الله وأخلصوا له في أعمالهم لهم مساكن آمنة من جميع المخاوف ، طيبة المكان والنزهة ، فهم في بساتين غناء ، وينابيع متدفقة بالماء ، ويلبسون ملابس متنوعة متفاوتة ، بعضها من سندس ، وهو الحرير الرقيق ، وبعضها من إستبرق ، وهو الحرير الغليظ الأخاذ البراق ، كما يتمتعون بالجلوس على الأرائك متقابلين ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ، ولا يعرض عنه زيادة في التكريم والنعيم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

{ إِنَّ المتقين فِى مَقَامٍ } في موضع قيام ، والمراد بالقيام الثبات والملازمة كما في قوله تعالى : { مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا } [ آل عمران : 75 ] ويكنى به عن الإقامة لأن المقيم ملازم لمكانه ، وهو مراد من قال : في مقام أي موضع إقامة .

وقرأ عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما . وزيد بن علي . وأبو جعفر . وشيبة . والأعرج . والحسن . وقتادة . ونافع . وابن عامر { مَّقَامِ } بضم الميم ومعناه موضع إقامة ، وعلى ما قررنا ترجع القراءتان إلى معنى واحد .

{ أَمِينٌ } يأمن صاحبه مما يكره فهو صفة من الأمن وهو عدم الخوف عما هو من شأنه ، ووصف المقام به باعتبار أمن من آمن به فهو إسناد مجازي كما في نهر جار ، وظاهر كلام الزمخشري أن ذلك استعارة من الأمانة كأن المكان مؤتمن وضع عنده ما يحفظه من المكاره ففيه استعارة مكنية وتخييلية ، وقال ابن عطية : فعيل بمعنى مفعول أي مأمون فيه وليس بذاك ، وجوز أن يكون للنسبة أي ذي أمن .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }

هذا جزاء المتقين لله الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي وفعلهم الطاعات ، فلما انتفى السخط عنهم والعذاب ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم .