{ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ( 62 ) له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ( 63 ) قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ( 64 ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين( 65 ) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ( 66 ) }
62-{ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } .
هو سبحانه خالق كل شيء في هذا الكون ، فالسماء والأرض ، والفضاء والجبال ، والبحار والأنهار ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، والإنسان والحيوان ، والنبات والجماد ، وجميع المخلوقات والموجودات ، وكلّ ما في الكون خلقه الخلاق العظيم ، وهو سبحانه المتصرف في هذا الكون ، الذي يمسك الكون بقدرته ، ويحفظه في حالة من التوازن والصلاة للحياة .
قال تعالى : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا . . . } ( فاطر : 41 ) .
إنها الحقيقة التي ينطق بها كل شيء ، فما يملك أحد أن يدّعي أنه خلق شيئا ، وما يملك عقل أن يزعم أن هذا الوجود وجد من غير مبدع ، وكل ما فيه ينطق بالقصد والتدبير ، وليس أمر من أموره متروكا للمصادفة . ا ه .
{ قُلِ الله خالق كُلّ شَىْء } من خير وشر وإيمان وكفر لكن لا بالجبر بل بمباشرة المتصف بهما لأسبابهما فالآية رادة على المعتزلة رداً ظاهراً { وَهُوَ على كُلّ شَىْء وَكِيلٌ } يتولى التصرف فيه كيفما يشاء حسبما تقتضيه الحكمة ، وكأن ذكر ذلك للدلالة على أنه سبحانه الغني المطلق وإن المنافع والمضار راجعة إلى العباد ، ولك أن تقول : المعنى أنه تعالى حفيظ على كل شيء كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى : { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } [ الزمر : 41 ] وحاصله أنه تعالى يتولى حفظ كل شيء بعد خلقه فيكون إشارة إلى احتياج الأشياء إليه تعالى في بقائها كما أنها محتاجة إليه عز وجل في وجودها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.