تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

75

التفسير :

90 ، 91- { وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } .

والمعنى : وأما إن كان المحتضر من السعداء أهل الجنة ، الذين يأخذون كتابهم بيمينهم ، فإن الملائكة تتلقاهم بالسلام والأمان ، وتبشرهم بالجنة ، وتطمئنهم على حسن مستقبلهم ، وعلى رعاية الله لذريتهم بعد وفاتهم .

قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } . ( فصلت : 30-32 ) .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

قوله تعالى : { فسلام لك من أصحاب اليمين } أي : سلامة لك يا محمد منهم ، فلا تهتم لهم ، فإنهم سلموا من عذاب الله ، وأنك ترى فيهم ما تحب من السلامة . قال مقاتل : هو أن الله تعالى يتجاوز عن سيئاتهم ويقبل حسناتهم . وقال الفراء وغيره : مسلم لك أنهم من أصحاب اليمين ، أو يقال لصاحب اليمين : مسلم لك إنك من أصحاب اليمين ، فألقيت إن كان الرجل يقول إني مسافر عن قليل ، فيقول له : أنت مصدق مسافر عن قليل ، وقيل : { فسلام لك } يعني : عليك من أصحاب اليمين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ} (91)

قوله : { فسلام لك من أصحاب اليمين } أي سلام لك فإنك ناج وأنت من أصحاب اليمين . يعني تسلم عليه الملائكة وتبشره بأنه من أصحاب اليمين .

على أنه لا يموت أحد من الناس حتى يعلم من أهل الجنة هو أم من أهل النار . فإذا أيقن أنه من أهل الجنة زهد في الدنيا وأحب الرحيل عنها للقاء الله ، وإذا أيقن أنه من أهل النار كره مفارقة الدنيا وأحب أن لا يبرحها البتة . وفي ذلك روى الإمام أحمد عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال : رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار وهو يتبع جنازة فسمعته يقول : حدثني فلان ابن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " قال : فأكبّ القوم يبكون ، فقال : ما يبكيكم ؟ فقالوا : إنا نكره الموت ، قال : ليس ذاك ولكنه إذا احتضر { فأما إن كان من المقربين 88 فروح وريحان وجنت نعيم } فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله عز وجل للقائه أحب { وأما إن كان من المكذبين الضالين 92 فنزل من حميم 93 وتصلية جحيم } فإذا بشر بذلك كره لقاء الله ، والله تعالى للقائه أكره .