تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ} (88)

83

المفردات :

نظر : تأمل بعينيه .

التفسير :

87- { فنظر نظرة في النجوم } .

يروى أنه كان للقوم عيد – ربما كان هو عيد النيروز – يخرجون فيه إلى الحدائق والخلوات بعد أن يضعوا الثّمار بين يدي آلهتهم لتباركها ، ثم يعودون بعد الفسحة و المرح ، فيأخذون طعامهم المبارك ، وقد انتظر إبراهيم هذا اليوم لينفّذ ما اعتزم عليه ، فلما طلبوا منه الخروج معهم إلى عيدهم اعتذر لهم ، بعد أن نظر إلى السماء ، وقال : { إني سقيم } . أي : عليل القلب ، ضيّق أشد الضيق من تصرفاتكم ، فتركوه خوفا من العدوى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ} (88)

ولما أفهم السياق شدة عداوته صلى الله عليه وسلم ، وكان الله تعالى قد أجرى عادته بأن جعل في النجوم أدلة على بعض المسائل الظنية لا سيما البحرانات في أنواع الأسقام ، وكان أهل تلك البلاد وهم الكسدانيون كما تقدم في الأنعام وكما قاله ابن عباس رضي الله عنهما وكما دلت عليه كتب الفتوحات - من أشد الناس نظراً في النجوم والاستدلال بها على أحوال هذا العالم في بعض ما كان وبعض ما يكون ، وكان صلى الله عليه وسلم يريد أن يتخلف عن الذهاب معهم إلى المحل الذي يجتمعون فيه للعيد ليكسر الأصنام ويريد إخفاء وقت الكسر عليهم ليتمكن من ذلك ، قال تعالى حاكياً عنه مشيراً إلى ذلك بالتسبب عما مضى : { فنظر نظرة } أي واحدة { في النجوم * } حين طلبوا منه أن يخرج معهم إلى عيدهم لئلا ينكروا تخلفه عنهم موهماً لهم أنه استدل بتلك النظرة على مرض باطني يحصل له ، لأنهم ربما أنكروا كونه مريضاً إذا أخبرهم بغير النظر في النجوم لأن الصحة ظاهرة عليه