النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَنَظَرَ نَظۡرَةٗ فِي ٱلنُّجُومِ} (88)

قوله عز وجل : { فنظر نظرة في النجوم } فيها أربعة تأويلات :

أحدها : أنه رأى نجماً طالعاً{[2345]} ، فعلم بذلك أن له إلهاً خالقاً ، فكان هذا نظره في النجوم ، قاله سعيد بن المسيب .

الثاني : أنها كلمة من كلام العرب إذا تفكر الرجل في أمره قالوا قد نظر في النجوم ، قاله قتادة .

الثالث : أنه نظر فيما نجم من قولهم ، وهذا قول الحسن .

الرابع : أن علم النجوم كان من النبوة ، فلما حبس الله تعالى الشمس على يوشع بن نون أبطل ذلك ، فنظر إبراهيم فيها [ كان ] {[2346]} علماً نبوياً ، قاله ابن عائشة .

وحكى جويبر عن الضحاك أن علم النجوم كان باقياً إلى زمن عيسى ابن مريم عليه السلام حتى دخلوا عليه في موضع لا يطلع عليه فقالت لهم مريم من أين علمتم موضعه ؟ قالوا : من النجوم ، فدعا ربه عند ذلك فقال : اللهم فوهمهم في علمها فلا يعلم علم النجوم أحد ، فصار حكمها في الشرع محظوراً وعلمها في الناس مجهولاً . قال الكلبي وكانوا بقرية بين البصرة والكوفة يقال لها هرمزجرد وكانوا ينظرون في النجوم .


[2345]:في ك فاستدل به على أنه له مدبرا صانعا، فعلم.
[2346]:زيادة اقتضاها السياق وقد أورد هذه العبارة القرطبي.