تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ} (68)

65

68- { أنتم عنه معرضون } .

لكنّ أهل مكة أخذهم الغرور والكبر ، ومنعهم حب الذات والعظمة الكاذبة من أن يتبعوا هذا الرسول ، رغم عظم الأمانة ، وفضل ما يحمله .

قال تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } . [ الزخرف : 44 ] .

وليت أمتنا تعيد النظر في أمر هذا الكتاب وهديه وتشريعاته وآدابه وصفاته ، لتتجه نحوه قراءة وحفظا ، وتدبرا وشرحا ، وعملا به واقتداء ، وتتمثله سلوكا وخُلقا ، إذّا لعاد إليها المجد والخير والبركة والسعادة الحقيقية .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ} (68)

لما كانوا يدعون أنهم أعظم الناس إقبالاً على الغرائب ، وتنقيباً عن الدقائق والجلائل من المناقب ، بكتهم بقوله واصفاً له : { أنتم عنه } أي خاصة لا عن غيره والحال أن غيره من المهملات ، ولما كان أكثرهم متهيئاً للإسلام والرجوع عن الكفران لم يقل : مدبرون ، ولا " يعرضون " بل قال : { معرضون * } أي ثابت لكم الإعراض في هذا الحين ، وقد كان ينبغي لكم الإقبال عليه خاصة والإعراض عن كل ما عداه لأن في ذلك السعادة الكاملة ، ولو أقبلتم عليه بالتدبر لعلمتم قطعاً صدقي وأني ما أريد بكم إلا السعادة في الدنيا والآخرة ، فبادرتم الإقبال إليّ والقبول لما أقول .