تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

55

المفردات :

تخاصم : تنازع .

التفسير :

64- { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } .

إن الذي قصصناه عليك أيها الرسول الكريم ، من تخاصم الأتباع والمتبوعين ، وندم كبار الكفار حين يرون أنفسهم في جهنم ، يتعرضون لأشد ألوان العذاب ، بينما فقراء المسلمين وضعفاؤهم في جنات النعيم وظهور الأسى والندم ، ولات ساعة مندم ، هو حق تخاصم أهل النار وتنازعهم .

روى القرطبي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى :

{ ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار } .

يريدون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول أبو جهل : أين بلال ، أين صهيب ، أين عمّار ؟ أولئك في الفردوس ، واعجبا لأبي جهل مسكين ، أسلم ابن عكرمة ، وابنته جويرية ، وأسلمت أمّه ، وأسلم أخوه ، وكفر هو ، قال القائل :

ونورا أضاء الأرض شرقا ومغربا وموضع رجلي منه أسود مظلم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقّٞ تَخَاصُمُ أَهۡلِ ٱلنَّارِ} (64)

لما كان هذا أمراً رائعاً جداً زاجراً لمن له عقل فتأمله مجرداً لنفسه من الهوى ، وكانت الجدود تمنعهم عن التصديق به ، كان موضعاً لتأكيد الخبر عنه فقال : { إن ذلك } أي الأمر العظيم الذي تقدم الإخبار به { لحق } أي ثابت لا بد من وقوعه إذا وقع مضمونة وافق الواقع منه هذا الإخبار عنه ، ولما كان أشق ما فيه عليهم وأنكأ تخاصمهم جعله هو المخبر به وحده ، فقال مبيناً له مخبراً عن مبتدإ استئنافاً تقديره : هو { تخاصم أهل النار * } لأنه ما أناره لهم إلا الشر والنكد فسمي تخاصماً .