تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ} (68)

{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } له تأويلان :

أحدهما : أن هذا القرآن الذي أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم نبأ عظيم ، أنتم عن التفكر فيه والنظر معرضون ، لأن فيه ذكر ما نزل بالمكذبين والعناد ، وفيه ذكر من نجا منهمأنه بم نجا ؟ وفيه ذكر البعث وذكر الجنة والنار ونحوه ، وذكر ما لهم وما عليهم . فهم عن التفكر فيه والنظر معرضون ما لو تفكروا فيه ، وتأملوا ، لأدركوه كله ، ووصلوا إلى معرفة كل ما فيه مما ذكر ، والله أعلم .

والثاني : قوله عز وجل : { قل هو نبأ عظيم } أي البعث والحشر هو نبأ عظيم ، أنتم عن السعي والعمل لذلك معرضون ، تاركون . فمن جعل تأويله غير البعث والحشر يجعل الإعراض عن السعي له والعمل لذلك اليوم . ومن حمل تأويله على القرآن يجعل الإعراض عن التفكر فيه ، والنظر ، والله أعلم .