{ وإذ تتلى عليهم ءاياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد ءاباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين( 43 ) وما ءاتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير( 44 ) وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشر ماء أتينهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير( 45 ) } .
آياتنا بينات : آيات القرآن واضحة ظاهرة المعنى بينة الدلالة
قالوا ما هذا إلا رجل : ما محمد إلا رجل من الرجال .
عما كان يعبد آباؤكم : من الأصنام .
للحق : للقرآن أو دين الإيلام .
سحر مبين : محمد ساحر والقرآن سحر ظاهر .
{ وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد ءاباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين } .
يتجه الكفار إلى النيل من ثلاثة أشياء في هذه الآية :
1- الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
ومعنى الآية : إذ قرأت عليهم آيات القرآن واضحات مشتملة على التشريح والآداب والقصص وألوان البيان قال كفار مكة : محمد ليس رسولا بل هو رجل مثلنا يريد أن يزهدنا في عبادة الأصنام ويصرفنا عن عبادة الآلهة التي كان آباؤنا يعبدونها .
وقالوا : إن القرآن كذب مختلق وليس وحيا من الله وقالوا عن الإسلام ودعوته – وهو حق مبين : ما هذا إلا سحر واضح فمحمد ساحر والقرآن سحر يستولي على الناس ويأخذ بالألباب وفيه قوة خارقة هي السحر وليس الوحي .
لقد كان للقرآن الكريم أثره البالغ في نفوس العرب من جهة بلاغته وفصاحته وبيانه واشتماله على أخبار السابقين وعلى ما في الكون من جمال وجلال واشتماله على أخبار القيامة والحساب والجنة والنار مع صدق القرآن وأثره في زلزلة العقائد الفاسدة ومناقشة العقول والألباب ، وقد أحسن كبراء مكة بهذا الصدق وذلك التأثير فادعوا أن القرآن سحر يؤثر مع أنهم كانوا يتسللون لوذا للاستماع إلى القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ليلا فإذ تقابلوا وواجه بعضهم بعضا تلاوموا واتفقوا ألا يعودوا للاستماع إلى القرآن الكريم خشية أن يراهم الضعفاء والأتباع من المشركين ، فيميلوا إلى سماع القرآن الكريم واتباع النبي الأمين ولذلك كثر تخبط القادة من المشركين في توجيه التهم للقرآن الكريم والرسول الأمين ومن هذه التهم أن القرآن سحر ينزع من آمن به من بين أهله وعشيرته ويفرق بين الأخ وأخيه الابن وأبيه ولو صدقوا مع أنفسهم وما بداخلهم لقالوا إنه وحي من الله تعالى لا يستطيع بشر أن يأتي بمثله .
{ آياتنا بيّنات } : أي آيات القرآن الكريم واضحات ظاهرة المعنى بيّنة الدلالة .
{ قالوا ما هذا إلا رجل } : أي ما محمد إلا رجل من الرجال .
{ يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } : أي يريد أن يصرفكم عن عبادتكم لآلهتكم التي كان يعبدها آباؤكم من قبل .
{ إلا إفك مفترى } : أي إلا كذب مختلق مزور .
{ وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم } : أي قالوا للقرآن لما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم .
{ إن هذا إلا سحر مبين } : أي ما هذا أي القرآن إلا سحر مبين أي محمد ساحر والقرآن سحر .
ما زال السياق في عرض مواقف المشركين المخزية والتنديد بهم والوعيد الشديد لهم . قال تعالى { وإذا تتلى عليهم } أي مشركي قريش وكفارها { آياتنا بينات } أي يتلوها رسولنا واضحات الدلالة بينات المعاني فيما تدعو إليه من الحق وتندد به من الباطل ، كان جوابهم أن قالوا : ما هذا إلا رجلٌ يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم . أي ما محمد إلا رجل أي ليس بملكٍ يريد أن يصدكم أي يصرفكم عما كان آباؤكم من الأوثان والأحجار . فسبحان الله أين يذهب بعقول المشركين أما يخجلون لما يقولون عما كان يعبد آباؤكم من الأصنام والأوثان ، إنه يصدكم حقاً عن عبادة الأوثان ولكن إلى عبادة الرحمن . وقالوا أيضا ما أخبر تعالى به عنهم في قوله : { وقالوا : ما هذا إلا إفك } أو كذب { افتراه } أي اختلقه وتخرصه من نفسه أي قالوا في القرآن وما يحمل من تشريع وهدى ونور قالوا فيه إنه كذبه محمد صلى الله عليه وسلم سبحان الله ما أشد سخف هؤلاء المشركين : وقالوا أيضا ما أخبر تعالى به عنهم في قوله { وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين } أي قالوا في الرسول وما جاءهم به من الدعوة إلى التوحيد والإِصلاح { إن هذا } أي ما هذا إلا سحر مبين ، وذلك لما رأوا من تأثير الرسول والقرآن في نفوسهم إذ كان يحرك نفوسهم ويهزها هزاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.