اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا رَجُلٞ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمۡ عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُكُمۡ وَقَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٞ مُّفۡتَرٗىۚ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (43)

قوله : { وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هذا } يعنون محمداً - صلى الله عليه وسلم - «إلاَّ رَجُلٌ يُريدُ أنْ يَصْدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ » فعارضوا البرهانَ بالتقليد «وَقَالُوا مَا هَذَا إلاَّ إفْكٌ مُفْتَرى » يعنون{[44777]} القرآن وقيل : القول بالوحدانية{[44778]} «إفْكٌ مُفْتَرًى » كقوله تعالى في حقهم : { أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ الله تُرِيدُونَ } [ الصفات : 86 ] وكقولهم للرسول : { أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا } [ الأحقاف : 22 ] وعلى هذا فيكون قوله : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ } بدلاً{[44779]} وقالوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ؛ هذا إنكار للتوحيد وكان مختصاً بالمشركين ، وأما إنكار القرآن والمُعْجِزة فكان متفقاً عليه بين المشركين وأهل الكتاب فقال تعالى : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلْحَقِّ } على العموم{[44780]} .


[44777]:نقله القرطبي 14/310.
[44778]:قاله الرازي 25/266.
[44779]:في الرازي: بدلا عن أن يقول.
[44780]:قاله الرازي 25/266 و 267.