تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (42)

36

التفسير :

42- { إنما السبيل على الذين يظلمون ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم } .

إنما اللوم والعتاب والإثم على الذين يظلمون الناس بالبغي والعدوان في الأرض بغير الحق ، ومثل ذلك اللصوص والزناة والغاصبون ، وأيضا كفار مكة الذين ظلموا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم ، وظاهروا على إخراجهم بالبغي والعدوان .

{ أولئك لهم عذاب أليم } .

أعده الله للظالمين المعتدين ، أيا كانوا سابقين أو لاحقين ، كما أعده لكفار مكة حين ظلموا المسلمين واعتدوا عليهم وفرضوا الشرك على الضعفاء منهم .

وفي الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل : يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )19 .

وجاء في الحديث الصحيح : ( المستبَّان ما قالا فعلى البادئ ، ما لم يعتد المظلوم )20 .

/خ43

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (42)

شرح الكلمات :

{ إنما السبيل } : أي بالعقوبة والأذية .

{ على الذين يظلمون الناس } : أي يعتدون عليهم في أعراضهم أو أبدانهم وأموالهم .

{ يبغون في الأرض بغير الحق } : أي ويطلبون في الأرض الفساد فيها بالشرك والظلم والإِجرام .

المعنى :

لقد تقدم قوله تعالى في الآية قبل هذه : { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل } فلما نفى عن المنتصرين السبيل إلى عقوبتهم أثبت هنا أن السبيل إلى العقوبة والمؤاخذة هو على الذين يظلمون الناس بالاعتداء عليهم في أبدانهم أو أعراضهم أو أموالهم ويبغون في الأرض بغير الحق أي ويطلبون الفساد فيها بالشرك والظلم والمعاصي ، وليس في الشرك والظلم والمعاصي من حق يبيحها ، وقوله { أولئك لهم عذاب أليم } أي للذين يبغون في الأرض بغير الحق لهم عذاب أليم أي موجع وهو عذاب الدنيا بعقوبتهم الصارمة ويوم القيامة أن لم يتوبوا من الظلم والفساد في الأرض .

الهداية :

من الهداية :

- لا سبيل إلى معاقبة من انتصر لنفسه بعد ظلمه .

- وجوب معاقبة الظالم والضرب على يديه .