الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (42)

ثم قال تعالى : { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق } ، أي : إنما سبيل العقوبة على الذين يظلمون الناس {[61042]} ويتجاوزون في أرض الله عز وجل الحد الذي أباح لهم ربهم فيفسدون فيها بغير الحق .

{ أولئك لهم عذاب أليم } أي : مؤلم ، يعني : في الآخرة بعد عقوبة الدنيا .

وقال ابن زيد عن أبيه : هي في المشركين وهي منسوخة بقوله : { ادفع بالتي هي أحسن } {[61043]} .

وكان مالك لا يرى تحليل الظالم ، ويرى تحليل من لك {[61044]} عليه دين ومات لا وفاء له به . وكان ابن المسيب لا يرى تحليله {[61045]} .

وقال عبيد الله بن عمير {[61046]} {[61047]} : ورب هذا البيت {[61048]} لا يعذب الله عز وجل إلا مشركا أو ظالما لعباده ، ثم قرأ : ( إنما السبيل ، الآية ) .


[61042]:(ح): (الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أي إنما سبيل العقوبة على الذين يظلموا الناس).
[61043]:فصلت آية 33. وانظر تفصيل ذلك في الإيضاح 406.
[61044]:(ت): له.
[61045]:في مسألة التحليل أقوال ثلاثة: لا يجوز تحليل أحد من عرض ولا مال، وهو قول ابن المسيب. يجوز التحليل من العرض والمال. وهو رأي سليمان بن يسار ومحمد بن سيرين. يجوز التحليل من المال دون العرض، وهو رأي مالك. انظر تفصيل ذلك في أحكام ابن العربي 4/1669 وما بعدها، وجامع القرطبي 16/42 و43.
[61046]:في طرة (ت).
[61047]:هو عبيد الله بن عمير بن قتادة أبو عاصم الليثي المكي القاص، روى عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب، وروى عنه مجاهد وعطاء. توفي سنة 94 هـ. انظر حلية الأولياء 3/266 ت 242، والاستيعاب 3/1018 ت 1736.
[61048]:(ح): البنية.