الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (42)

وقوله تعالى : { إِنَّمَا السبيل عَلَى الذين يَظْلِمُونَ الناس } الآية ، المعنى : إنما سبيل الحكم والإثم على الذين يظلمون الناس ، روى التَّرْمِذِيُّ عن كعب بن عُجْرَةَ قال : قال لي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، : " أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يَا كَعْبُ مِنْ أُمَرَاءٍ يَكُونُونَ ، فَمَنْ غَشِيَ أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ في كَذِبِهِمْ ، وأَعَانَهُمْ على ظُلْمِهِمْ ، فَلَيْسَ مِنِّي ، وَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلاَ يَرِدُ عَلَي الْحَوْضِ ، يا كَعْبُ ، الصَّلاَةُ بُرْهَانٌ ، والصَّبْرُ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ ، والصَّدَقَةُ تُطْفيءُ الخطيئة كما يُطْفيءُ الماءُ النَّارَ ، يا كَعْبُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إلاَّ كَانَتِ النَّارُ أولى بِهِ " . قال أبو عيسى : هذا حديثٌ حسنٌ ، وخرَّجه أيضاً في «كتاب الفتن » وصحَّحه ، انتهى .

وقوله تعالى : { إِنَّمَا السبيل } إلى قوله : { أَلِيمٌ } : اعتراضٌ بَيْنَ الكلامَيْنِ .