فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (42)

ولما نفى سبحانه السبيل على من انتصر بعد ظلمه بين من عليه السبيل فقال : { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ } أي يتعدون عليهم ابتداء كذا قال الأكثر ، وقال ابن جريج : أي يظلمونهم بالشرك المخالف لدينهم { وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ } أي يعملون في النفوس والأموال { بِغَيْرِ الْحَقِّ } كذا قال الأكثر قيد به لأن البغي قد يكون مصحوبا بحق كالانتصار المقترن بالتعدي فيه ، وقال مقاتل : بغيهم عملهم بالمعاصي ، وقيل : يتكبرون ويتجبرون ؛ وقال أبو مالك : هو ما يرجوه أهل مكة أن يكون بمكة غير الإسلام دينا .

{ أُولَئِكَ } أي الذين يظلمون الناس { لَهُمْ } بهذا السبب { عَذَابٌ أَلِيمٌ } شديد الألم