والرّجز فاهجر : الرّجز ( بضم الراء وكسرها ) العذاب ، أي : اهجر المآثم الموجبة للعذاب .
الرّجز هو العذاب ، والمراد : اهجر المعاصي والذنوب ، وابتعد عن عبادة الأوثان والأصنام التي يعبدها قومك ، واهجرها ولا تقربها ، والمراد : ابتعد عن أسباب العذاب ، وقد يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد كل من يتأتى منه الخطاب .
{ والرجز فاهجر } اترك الأصنام والأوثان . أو المآثم والمعاصي المؤدية إلى العذاب ، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين . أي دم على ترك ذلك واثبت عليه . والرجز – بضم الكسر : العذاب ؛ كالذكر والذكر . والمراد : هجر ما يؤدي إليه . وقيل : المضموم بمعنى الضم أو عبادة الأوثان . والمكسور بمعنى العذاب ، أو النقائص والفجور .
قوله تعالى : " والرجز فاهجر " قال مجاهد وعكرمة : يعني الأوثان ، دليله قوله تعالى : " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " [ الحج : 30 ] . قاله ابن عباس وابن زيد . وعن ابن عباس أيضا : والمأثم فاهجر ، أي فاترك . وكذا روى مغيرة عن إبراهيم النخعي قال : الرجز الإثم . وقال قتادة : الرجز : إساف ونائلة ، صنمان كانا عند البيت . وقيل : الرجز العذاب ، على تقدير حذف المضاف ، المعنى : وعمل الرجز فاهجر ، أو العمل المؤدي إلى العذاب . وأصل الرجز العذاب ، قال الله تعالى : " لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك " [ الأعراف : 134 ] . وقال تعالى : " فأرسلنا عليهم رجزا من السماء " [ الأعراف : 162 ] . فسميت الأوثان رجزا ؛ لأنها تؤدي إلى العذاب . وقراءة العامة " الرجز " بكسر الراء . وقرأ الحسن وعكرمة ومجاهد وابن محيصن وحفص عن عاصم " والرجز " بضم الراء وهما لغتان مثل الذكر والذكر . وقال أبو العالية والربيع والكسائي : الرجز بالضم : الصنم ، وبالكسر : النجاسة والمعصية . وقال الكسائي أيضا : بالضم : الوثن ، وبالكسر : العذاب . وقال السدي : الرجز ينصب الراء : الوعيد{[15555]} .
ولما أمر بمجانبة القذر في الثياب وأراد الحسية والمعنوية ، وكان ذلك ظاهراً{[69700]} في الحسية ، وجعل ذلك كناية عن تجنب الأقذار كلها لأن من جنب ذلك ملبسه-{[69701]} أبعده عن نفسه من باب الأولى ، حقق العموم وأكد فقال : { والرجز } أي كل قذر فإنه سبب الدنايا التي هي سبب العذاب ، قال في القاموس : الرجز بالكسر والضم : القذر وعبادة الأوثان والعذاب والشرك . { فاهجر * } أي جانب جهاراً وعبادة ، ليحصل لك الثواب كما كنت تجانبها سراً وعادة ، فحصل لك الثناء الحسن حتى أن قريشاً إنما تسميك الأمين ولا تناظر لك أحداً منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.