يحض : الحضّ هو الحثّ على الشيء والترغيب فيه بشدة .
3- ولا يحضّ على طعام المسكين .
أي : إنه لا يطعم المسكين ، ولا يحثّ غيره على ذلك ، والسبب هو ضعف الإيمان باليوم الآخر ، وعدم اليقين بالجزاء العادل من الله ، فلو أن الإيمان بالله كان ثابتا في القلب لرأيت صاحبه رحيما باليتيم ، متعاونا مع غيره لإطعام المسكين ، وفيه إشارة إلى أن الإنسان إذا عجز عن مساعدة المسكين ، كان عليه أن يحث غيره من القادرين على ذلك ، ويدعوه إلى فعل الخير .
الثانية- قوله تعالى : { ولا يحض على طعام المسكين }{[16467]} أي لا يأمر به ، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء . وهو مثل قوله تعالى في سورة الحاقة : { ولا يحض على طعام المسكين } [ الحاقة : 34 ] وقد تقدم . وليس الذم عاما حتى يتناول من تركه عجزا ، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم ، ويقولون : { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه }{[16468]} [ يس : 47 ] ، فنزلت هذه الآية فيهم ، وتوجه الذم إليهم . فيكون معنى الكلام : لا يفعلونه إن قدروا ، ولا يحثون عليه إن عسروا .
ولما كانت رحمة الضعفاء علامة على الخير ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين " ، كانت القسوة عليهم علامة على الشر ، وكان من بخل باللين في مقاله أشد بخلاً بالبذل من ماله ، قال معرفاً ؛ لأن المكذب ينزله تكذيبه إلى أسفل الدركات ، وأسوإ الصفات الحامل على شر الحركات : { ولا يحض } أي يحث نفسه وأهله ولا غيرهم حثاً عظيماً يحمى فيبعث على المراد { على طعام المسكين * } أي بذله له وإطعامه إياه ؛ بل يمقته ولا يكرمه ولا يرحمه ، وتعبيره عن الإطعام - الذي هو المقصود - بالطعام الذي هو الأصل ، وإضافته المسكين ، للدلالة على أنه يشارك الغني في ماله بقدر ما فرض الله من كفايته ، وقد تضمن هذا أن علامة التكذيب بالبعث إيذاء الضعيف والتهاون بالمعروف ، والآية من الاحتباك : الدع في الأول يدل على المقت في الثاني ، والحض في الثاني يدل على مثله في الأول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.