وإني عذت بربي : استجرت به ، والتجأت إليه ، وتوكلت عليه .
أن ترجمون : الرجم هو الضرب بالأحجار .
20- { وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون } .
التجأت إلى الله وتحصنت به واستجرت به من أن تقتلوني .
كأنهم توعدوه بالقتل فاستجار بالله ، ويطلق الرجم على السب والشتم ، والإيذاء المعنوي كما قال ابن عباس ، كما يطلق على الرمي بالحجارة والقتل كما قال قتادة .
وأرى أنه يمكن أن يطلق على الإيذاء المعنوي ، والإيذاء الحسي ، أي : أستعيذ بالله أن تشيعوا عني الإشاعات المغرضة ، أو تقذفوني بالحجارة .
كأنهم توعدوه بالقتل فاستجار بالله . قال قتادة : " ترجمون " بالحجارة . وقال ابن عباس : تشتمون ، فتقولوا ساحر كذاب . وأظهر الذال من " عذت " نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم ويعقوب . وأدغم الباقون . والإدغام طلبا للتخفيف ، والإظهار على الأصل . ثم قيل : إني عذت بالله فيما مضى ؛ لأن الله وعده فقال : " فلا يصلون إليكما " {[13716]} [ القصص : 35 ] . وقيل : إني أعوذ ، كما تقول نشدتك بالله ، وأقسمت عليك بالله ، أي أقسم .
ولما كان من العجائب أن يقتل منهم نفساً ثم يخرج فاراً{[57436]} منهم ثم يأتي إليهم لا سيما إتياناً يقاهرهم فيه في أمر عظيم من غير أن يقع بينهم وبينه ما يمحو ما تقدم منه ، نبههم على إتيانه هذا على هذا الحال آية أخرى دالة على السلطان ، فقال مؤكداً تكذيباً لظنهم أنه في قبضتهم : { وإني عذت } أي اعتصمت وامتنعت { بربي } الذي رباني على ما اقتضاه لطفه بي{[57437]} وإحسانه إليّ { وربكم } الذي أعاذني من قتلكم{[57438]} لي بكم على{[57439]} ما دعت إليه حكمته من جبروتكم وتكبركم وقوة مكنتكم { أن ترجمون* } أي أن{[57440]} يتجدد{[57441]} في وقت من الأوقات قتل منكم لي ، ما أتيتكم حتى توثقت من ربي في ذلك ، فإني قلت{[57442]} { إني أخاف أن يقتلون } فقال{ سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بآياتنا{[57443]} }[ القصص : 38 ] فهو من أعظم آياتي أن لا تصلوا{[57444]} على قوتكم{[57445]} وكثرتكم إلى قتلي مع أنه لا قوة لي بغير الله الذي أرسلني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.