تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

المفردات :

أثقالها : ما في باطنها من الموتى .

التفسير :

2- وأخرجت الأرض أثقالها .

لفظت الأرض ما في أحشائها من الأموات والدّفائن ، كما قال تعالى : وإذا الأرض مدّت* وألقت ما فيها وتخلّت . ( الانشقاق : 3 ، 4 ) .

فتخرج الأرض كنوزها يوم القيامة ، ليراها أهل الموقف ، فيتحسّر العصاة إذا نظروا إليها ، حيث عصوا الله بهذه الكنوز ، ثم تركوها لا تغني عنهم شيئا ، فلا ينظر إنسان إلى الذهب وبريقه ولمعانه ، بل ولا ينقله من مكانه ، لأنه لا يفيده شيئا في ذلك الوقت .

أخرج مسلم ، والترمذي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تقيء الأرض أفلاذ كبدها ، أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا )ii .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

{ أثقالَها } ما في جوف الأرض من الموتى ، جمعُ ثِقل ، وهو الشيء الثقيل . . كأن الأرضَ امرأةٌ حاملٌ أثقلت بما في بطنها فأخرجتْ ما فيه . كما جاء في سورة الأعراف { حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ دَّعَوَا الله رَبَّهُمَا } [ الأعراف : 189 ] .

كما أخرجَتْ ما في جَوفها من أثقالٍ من الموتى والكنوز والدفائن .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

{ وأخرجت الأرض أثقالها } كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض ، فهو ثقل لها . وإذا كان فوقها ، فهو ثقل عليها . وقال ابن عباس ومجاهد : " أثقالها " : موتاها ، تخرجهم في النفخة الثانية ، ومنه قيل للجن والإنس : الثقلان . وقالت الخنساء :

أبعد ابن عمرٍو من آلِ الشر *** يدٍ حَلَّتْ به الأرضُ أثْقَالَهَا

تقول : لما دفن عمرو صار حلية لأهل القبور ، من شرفه وسؤدده . وذكر بعض أهل العلم قال : كانت العرب تقول : إذا كان الرجل سفاكا للدماء : كان ثقلا على ظهر الأرض ، فلما مات حطت الأرض عن ظهرها ثقلها . وقيل : " أثقالها " كنوزها ، ومنه الحديث : " تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان{[16272]} من الذهب والفضة . . . " .


[16272]:الأسطوان: جمع أسطوانة، وهي السارية والعمود؛ وشبهه بالأسطوان لعظمه وكثرته.