تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ} (11)

هماز : عيّاب طعّان ، أو مغتاب .

مشاء بنميم : الذي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم .

10- همّاز مشّاء بنميم .

هو كثير الهمز واللمز ، بحّاث عن عيوب الناس ، مما يدلّ على عيب في ذاته ، وقد ذمّ الله هذا الخلق ، ونهى عن التماس عيوب الآخرين .

قال تعالى : ويل لكل همزة لمزة . ( الهمزة : 1 ) .

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب . . . ( الحجرات : 11 ) .

مشّاء بنميم .

إنسان وصولي ، حاقد على تواصل الناس وترابطهم ، فهو يمشي بالنميمة ، ويقطع أواصر الأخوّة ، ويحول أصدقاء الأمس إلى متباغضين ، وفي الأثر : ( من نمّ لك نمّ عليك ، ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر غيرك بخبرك ) .

وقد أخرج أبو داود ، والترمذي من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن ينقل إليه أحد ما يغيّر قلبه على صاحب من أصحابه ، وكان يقول : ( لا يبلّغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ، فإني أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر )vi .

وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : ( إنهما يعذّبان وما يعذبان في كبير : أمّا أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )vii .

وروى الإمام أحمد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يدخل الجنة قتات )viii .

وأورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير هذه الآية ، وكذلك صاحب ( في ظلال القرآن ) .

وأنقل لك هذا الحديث :

روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أخبركم بخياركم ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( الذين إذا رؤوا الله عز وجل ) ، ثم قال : ( ألا أنبئكم بشراركم ؟ المشّاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب )ix .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ} (11)

" هماز " قال ابن زيد : الهماز الذي يهمز الناس بيده ويضربهم . واللماز باللسان . وقال الحسن : هو الذي يهمز ناحية في المجلس ، كقوله تعالى : " همزة " . [ الهمزة : 1 ] . وقيل : الهماز الذي يذكر الناس في وجوههم . واللماز الذي يذكرهم في مغيبهم ، قاله أبو العالية وعطاء بن أبي رباح والحسن أيضا . وقال مقاتل ضد هذا الكلام : إن الهمزة الذي يغتاب بالغيبة . واللمزة الذي يغتاب في الوجه . وقال مرة : هما سواء . وهو القتات الطعان للمرء إذا غاب . ونحوه عن ابن عباس وقتادة . قال الشاعر :

تُدْلِي بود إذا لاقيتني كذباً *** وإن أَغِبْ فأنت الهامز اللُّمَزَهْ

" مشاء بنميم " أي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم . يقال : نم ينم نما ونميما ونميمة ، أي يمشي ويسعى بالفساد . وفي صحيح مسلم عن حذيفة أنه بلغه أن رجلا ينم الحديث ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل الجنة نمام ) . وقال الشاعر :

ومولىً كبيت النمل لا خير عنده *** لمولاه إلا سعيُه بنميم

قال الفراء : هما لغتان . وقيل : النميم جمع نميمة .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ} (11)

مغتاب للناس ، نقال للحديث على وجه الإفساد بينهم ،