تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

43

المفردات :

فاعتلوه : جروه بعنف ومهانة ، أو ادفعوه دفعا عنيفا .

سواء الجحيم : وسط النار .

التفسير :

47 ، 48- { خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم } .

يقال لزبانية جهنم : جروه في عنف ومهانة فاقذفوا به في وسط النار ، ثم صبوا فوق رأسه ما يحرق جلده ، فيجتمع عليه عذاب الظاهر وعذاب الباطن .

قال ابن كثير :

وقد ورد أنه تعالى إذا قال للزبانية : { خذوه } . ابتدره سبعون ألفا منهم .

وقوله : { فاعتلوه } . أي : سوقوه سحبا ودفعا في ظهره .

{ إلى سواء الجحيم } . أي : وسطها .

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول الله عز وجل للخزنة: {خذوه} يعني أبا جهل.

{فاعتلوه}: فادفعوه على وجهه.

{إلى سواء الجحيم} يعني وسط الجحيم...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"خُذُوهُ" يعني هذا الأثيم بربه، الذي أخبر جلّ ثناؤه أن له شجرة الزقوم طعام. "فاعْتِلُوهُ": فادفعوه وسوقوه، يقال منه: عتله يعتله عتلاً: إذا ساقه بالدفع والجذب.

ومعنى الكلام: يقال يوم القيامة: خذوا هذا الأثيم فسوقوه دفعا في ظهره، وسحبا إلى وسط النار...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} فيه خمسة أوجه:... الرابع: فاقصفوه كما يقصف الحطب، حكاه الأعمش. الخامس: فردوه بالعنف، قاله ابن قتيبة.

{إلَى سَوَاءِ الجَحِيمِ} فيه وجهان: الثاني: معظم الجحيم يصيبه الحر من جوانبها، قاله الحسن...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان كأنه قيل: ما للأثيم يأكل هذا الطعام، وما الحامل له عليه وعلى مقاربة مكانه، أجيب بأنه مقهور عليه، يقتضيه صفة العزة فيه الرحمة لإعادته بأن يقال للزبانية: {خذوه} أي أخذ قهر فلا تدعوه يملك من أمره شيئاً {فاعتلوه} أي جروه بقهر بغلظة وعنف وسرعة إلى العذاب والإهانة بحيث يكون كأنه محمول.

وقراءة الضم أدل على تناهي الغلظة والشدة من قراءة الكسر {إلى سواء الجحيم} أي النار التي في غاية الاضطرام والتوقد، وهي موضع خروج الشجرة التي هي طعامه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذا هو الأمر العالي يصدر إلى الزبانية ليأخذوه في عنف يليق بمقامه (الكريم!): (خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم).. خذوه أخذاً واعتلوه عتلاً، وشدوه في إهانة وجفوة فلا كرامة ولا هوادة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {خذوه} الخ مقول لقول محذوف دلّ عليه السياق، أي يقال لملائكة العذاب: خذوه، والضمير المفرد عائد إلى الأثيم باعتبار آحاد جنسه.

وسَواء الشيء: وسطه وهو أشد المكان حرارة.

{إلى سواء الجحيم} يتنازعه في التعلق كلٌّ من فعلي {خذوه فاعتلوه} لتضمنهما: سوقوه سوقاً عنيفاً.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«فاعتلوه» من مادة العَتْل، وهي الأخذ والسحب والإلقاء. وهو ما يفعله حماة القانون والشرطة مع المجرمين المتمردين، الذي لا يخضعون لأي قانون ولا يطبقونه.

«سواء» بمعنى الوسط؛ لأنّ المسافة إلى جميع الأطراف متساوية، وأخذ أمثال هؤلاء الأشخاص وإلقاؤهم في وسط جهنم باعتبار أنّ الحرارة أقوى ما تكون في الوسط، والنّار تحيط بهم من كلّ جانب.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

{ خذوه } يعني الأثيم { فاعتلوه } سوقوه سوقا بالعنف { إلى سواء الجحيم } وسط الجحيم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

قوله تعالى : " خذوه " أي يقال للزبانية خذوه ، يعني الأثيم . " فاعتلوه " أي جروه وسوقوه . والعتل : أن تأخذ بتلابيب الرجل فتعتله ، أي تجره إليك لتذهب به إلى حبس أو بلية . عتلت الرجل أعتله وأعتله عتلا إذا جذبته جذبا عنيفا . ورجل ، معتل ( بالكسر ) . وقال يصف فرسا :

نَفْرَعُه فَرْعًا ولسْنَا نَعْتِلُه{[13754]}

وفيه لغتان : عتله وعتنه ( باللام والنون جميعا ) ، قاله ابن السكيت . وقرأ الكوفيون وأبو عمرو " فاعتلوه " بالكسر . وضم الباقون . " إلى سواء الجحيم " وسط الجحيم .


[13754]:القائل هو أبو النجم، وقبله: طار عن المهر نسيل ينسله *** عن مفرع الكتفين حرٍّ عَطَلُه.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

{ فاعتلوه } أي : سوقوه بتعنيف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (47)

ولما كان كأنه قيل : ما للأثيم يأكل هذا الطعام ، وما الحامل له عليه وعلى مقاربة مكانه ، أجيب بأنه مقهور عليه ، يقتضيه صفة العزة{[57675]} فيه الرحمة {[57676]}لإعادته بأن{[57677]} يقال للزبانية : { خذوه } أي أخذ قهر فلا تدعوه يملك من أمره شيئاً { فاعتلوه } أي جروه بقهر بغلظة وعنف وسرعة إلى العذاب والإهانة بحيث يكون كأنه محمول ، وقال الرازي في اللوامع : والعتل أن يأخذ بمجامع ثوبه عند صدره يجره ، وقراءة الضم{[57678]} أدل على تناهي الغلظة والشدة من قراءة الكسر { إلى سواء } أي وسط { الجحيم * } أي النار التي في غاية الاضطرام والتوقد ، وهي موضع خروج الشجرة التي هي طعامه .


[57675]:زيدت الواو في الأصل و ظ، ولم تكن في م فحذفناها.
[57676]:من ظ و م، وفي الأصل: ما.
[57677]:من ظ وم، وفي الأصل: ما.
[57678]:راجع نثر المرجان6/487.