تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ} (126)

آياتنا : أدلتنا .

فنسيتها : تركتها .

تنسى : تترك .

115

126 ، 125- { قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتت آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى } .

أي : قال الكافر : يا رب ، لم حشرتني أعمى عن حجتي ، وأعمى البصر وقد كنت في الدنيا بصيرا ؛ قال الله تعالى له : ( كما أتتك آياتي ورسلي وشريعتي في الدنيا ؛ فتناسيتها وأعرضت عنها ، وعاملتها معاملة الأعمى الذي لا بصر له ، كذلك ننساك في الآخرة كما نسيتنا في الدنيا ) ، وقريب من هذا المعنى قوله تعالى : { فاليوم ننساهم كما نُسوا لقاء يومهم هذا . . . } ( الأعراف : 51 ) .

قال النيسابوري في غرائب القرآن ورغائب الفرقان 16/168 :

{ كذلك } . أي : مثل ذلك فعلت أنت ، ثم فسّر ذلك بقوله : { أتتك آياتنا } . أي : دلائلنا واضحة مستنيرة { فنسيتها } . أي : تركت العمل بها ؛ والقيام بموجبها ، { وكذلك اليوم تُنسى } . تترك بلا فائدة النظر والاعتبار .