إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ} (126)

{ قَالَ كذلك } أي مثلَ ذلك فعلتَ أنت ثم فسره بقوله تعالى : { أَتَتْكَ آياتنا } واضحةً نيِّرةً بحيث لا تخفى على أحد { فَنَسِيتَهَا } أي عَمِيتَ عنها وتركتها ترْكَ المنسيِّ الذي لا يُذكر أصلاً { وكذلك } ومثلَ ذلك النسيانِ الذي كنت فعلته في الدنيا { اليوم تنسى } تترك في العمى جزاءً وفاقاً لكن لا أبداً كما قيل بل إلى ما شاء الله ، ثم يزيله عنه فيرى أهوالَ القيامة ويشاهد مقعدَه في النار ويكون ذلك له عذاباً فوق العذاب ، وكذا البَكَم والصمَمُ يزيلهما الله تعالى عنه { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا } .