تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ} (23)

المفردات :

فاهدوهم : دُلُّوهم ووجهوهم .

صراط : طريق .

الجحيم : جهنم ، أي : فدلوهم إلى طريق النار .

التفسير :

مسؤولية المشركين في الآخرة

{ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ( 22 ) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( 23 ) وقفوهم إنهم مسئولون ( 24 ) مالكم لا تناصرون ( 25 ) بل هم اليوم مستسلمون ( 26 ) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( 27 ) قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين ( 28 ) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين( 29 ) وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين ( 30 ) فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون ( 31 ) فأغويناهم إنا كنا غاوين ( 32 ) فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون ( 33 ) إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( 34 ) إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( 35 ) ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ( 36 ) بل جاء بالحق وصدق المرسلين ( 37 ) إنكم لذائقوا العذاب الأليم ( 38 ) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 39 ) }

المفردات :

احشروا : اجمعوا الظالمين .

أزواجهم : أمثالهم وأشباههم ، فيحشر أصحاب الخمر معا ، وأصحاب الزنا كذلك .

وما كانوا يعبدون : من الأصنام والأوثان ، فإنها تحشر معهم .

22

التفسير :

22 ، 23 –{ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون* من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم } .

يراد بالظلم الشرك ، قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } . [ لقمان : 13 ] .

أي : يقول الله تعالى للملائكة : اجمعوا الظالمين مع نظرائهم ، فالزاني مع الزاني ، والسارق مع السارق ، وشارب الخمر مع شارب الخمر ، والمشرك مع المشرك ، والكافر مع الكافر ، حيث تتلاقى كل فئة مع أفرادها ، وقيل : مع زوجاتهم الكافرات اللائي رضين عن الكفر ، وقيل : مع قرنائهم من الشياطين ، بأن يحشر كل كافر مع شيطانه ، والآيات تشمل كل ذلك ، لكن الأولى إطلاق الأزواج هنا على الأشباه والنظائر في الصفات و العادات .

قال تعالى : { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } . [ يس : 59 ] .

ويحشر مع الكفار الأصنام التي عبدوها من دون الله لزيادة التحسير والتّخجيل ، ثم يقال للملائكة : أرشدوا هؤلاء المجرمين إلى طريق النار ، فقد أعرضوا عن الهداية إلى الإيمان في الدنيا ، فاهدوهم إلى الحميم في الآخرة ، والتعبير بالهداية للتهكم .