فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ} (23)

{ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله } من الأصنام والشياطين ، وهذا العموم المستفاد من { ما } الموصولة ، فإنها عبارة عن المعبودين ، لا عن العابدين ، كما قيل مخصوص ؛ لأن من طوائف الكفار من عبد المسيح ، ومنهم من عبد الملائكة ، فيخرجون بقوله : { إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الحسنى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [ الأنبياء : 101 ] ، ووجه حشر الأصنام مع كونها جمادات لا تعقل هو زيادة التبكيت لعابديها وتخجيلهم ، وإظهار أنها لا تنفع ولا تضرّ . { فاهدوهم إلى صراط الجحيم } أي : عرّفوا هؤلاء المحشورين طريق النار ، وسوقوهم إليها ، يقال : هديته الطريق ، وهديته إليها ، أي : دللته عليها ، وفي هذا تهكم بهم .

/خ49