فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡجَحِيمِ} (23)

{ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ } من الأصنام والشياطين ونحوها ، وهذا العموم المستفاد من ما الموصولة ، فإنها عبارة عن المعبودين لا عن العابدين كما قيل : مخصوص ، لأن من طوائف الكفار من عبد المسيح ، ومنهم من عبد الملائكة ، فيخرجون بقوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } ووجه حشر الأصنام مع كونها جمادات لا تعقل هو زيادة التبكيت لعابديها ، وتخجيلهم وإظهار أنها لا تنفع ولا تضر ، وقيل : الموصول عبارة عن المشركين خاصة جيء به لتعليل الكم بما في حيز صلته ، فلا عموم ولا تخصيص .

{ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ } أي عرفوا هؤلاء المحشورين طريق النار وسوقوهم إليها ، يقال : هديته الطريق وهديته إليه أي دللته عليها ، وفي هذا تهكم بهم وقال ابن عباس : وجهوهم ودلو هم إلى طريق النار .