تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{أَمۡ لَهُم مُّلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ فَلۡيَرۡتَقُواْ فِي ٱلۡأَسۡبَٰبِ} (10)

1

المفردات :

فليرتقوا : فليصعدوا .

في الأسباب : المعارج إلى السماء ، ومنه قول زهير :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلّم

التفسير :

10- { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب } .

هل هم يملكون السماوات والأرض وما بينهما ، والاستفهام هنا إنكاري ، مكمل للآية السابقة أي : إنهم لا يملكون رحمة ربك العزيز الوهاب ، ولا يملكون السماوات والأرض وما بينهما حتى يتحكموا في شئون الوحي والرسالة ، ويختارون الرسالة والنبوة لمن يشاءون ، ويمنعوها عمن يشاءون ثم تحدّاهم غاية التحدي فقال : { فليرتقوا في الأسباب } .

أي : إذا كانوا يملكون السماوات والأرض وما بينهما ، فليصعدوا إلى السماوات العلى ، وليستولوا على عرش الله ، وليدبّروا ملكوت السماوات والأرض .

قال المفسرون :

وقوله سبحانه : { فليرتقوا في الأسباب } ، تعجيز لهم ، وتهكم بهم ، واستخفاف بأقوالهم ومزارعهم والأسباب جمع سبب ، وهو كل ما يتوصل به إلى غيره من حَبْل أو نحوه .

وقال ابن كثير :

أي : إن كان لهم ملك السماوات ولأرض وما بينهما فليصعدوا في الأسباب .

قال ابن عباس : يعني طرق السماء .

وقال الضحاك : فليصعدوا إلى السماء السابعة " {[570]} .

وقال النيسابوري :

{ فليرتقوا في الأسباب } .

أي : فإن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق ، وقسمة الرحمة ، فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى المقصود . ا ه .


[570]:مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني 3/198.