تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (40)

33

40- { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } .

ولقد سهلنا القرآن للتذكّر والاعتبار والتأمل ، كما يسرنا حفظه وتلاوته وترديده للراغبين فيه ، فهل من راغب في فضل القرآن وتلاوته ؟

وقد تكررت هذه الجملة وما سبقها عقب القصص الأربع للتأكيد والتنبيه ، والاتعاظ والزجر .

قال الزمخشري في تفسير الكشاف :

فإن قلت : ما فائدة تكرير قوله تعالى : { فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } ؟

قلت : فائدة ذلك أن يجدِّدوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادّكارا واتّعاظا ، وأن يستأنفوا تنبّها واستيقاظا ، إذا سمعوا الحث على ذلك ، والبعث عليه ، وأن يقرع لهم العصا مرّات ، ويقعقع لهم الشنَّ تارات ، لئلا يغلبهم السهو ، ولا تستولي عليهم الغفلة ، وهذا حكم التكرير ، كقوله تعالى : فبأي آلاء ربكما تكذبان . ( الرحمن : 13 ) . عند كل نعمة عدّها في سورة الرحمن .

وكقوله تعالى : ويل يومئذ للمكذبين . ( المرسلات : 19 ) . عند كل آية أوردها في سورة المرسلات ، وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها ، لتكون تلك العبر حاضرة للقلوب ، مصورة للأذهان ، مذكورة غير منسية في كل أوان . أ . ه .