تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

1

المفردات :

خشعا أبصارهم : ذليلة خاضعة من شدة الهول .

الأجداث : القبور .

التفسير :

7- { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } .

هم يخرجون من القبور في حالة من الذلة والخشوع والخوف ، لأنّ أثر العزّ والذل يتبين في نظر الإنسان .

قال تعالى : { أبصارها خاشعة } . ( النازعات : 9 ) .

وقال سبحانه وتعالى : { وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل يَنظرون من طرف خفي . . . } ( الشورى : 45 ) .

قل القرطبي :

ويقال : خشع واختشع ، إذا ذلّ ، وخشع ببصره ، إذا غضّه ، وقرأ حمزة والكسائي : خاشعا أبصارهم .

{ يََخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } .

يخرجون من القبور مسرعين مطيعين ، كأنهم جراد منتشر منبت في الآفاق ، وإذا نظرنا إلى الجراد في كثرته وتتابعه كأنه حملة قوية ، وكثيرا ما يكون وبالا على الزراعة ، أو ناشرا للآفات ، أدركنا عمق التعبير في الآية .

وقد قال تعالى في آية أخرى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوت } . ( القارعة : 4 ) .

قال القرطبي :

فهما صفتان في وقتين مختلفين :

إحداهما : عند الخروج من القبور يخرجون فزعين ، لا يهتدون أين يتوجهون ، فيدخل بعضهم في بعض ، فهم حينئذ كالفراش المبثوت بعضه في بعض ، لا جهة يقصدها .

الثانية : فإذا سمعوا المنادي قصدوه ، فصاروا كالجراد المنتشر ، لأن الجراد له جهة يقصدها .

قال ابن كثير :

كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب جراد منتشر في الآفاق .