محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (40)

ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } قال الزمخشري : فإن قلت : ما فائدة تكرير قوله : { فذوقوا عذابي ونذر } { ولقد يسرنا . . . } الخ ؟ قلت : فائدته أن يجددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادكارا واتعاظا ، وأن يستأنفوا تنبها واستيقاظا ، إذا سمعوا الحث على ذلك ، والبعث عليه ، وأن يقرع لهم العصا مرات ، ويقعقع لهم الشن تارات ، لئلا يغلبهم السهو ، ولا تستولي عليهم الغفلة . وهكذا حكم التكرير كقوله :{[6867]} { فبأي آلاء ربكما تكذبان } عند كل نعمة عدها في سورة ( الرحمن ) . وقوله :{[6868]} { ويل يومئذ للمكذبين } عند كل آية أوردها في / سورة { والمرسلات } . وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها ، لتكون العبر حاضرة للقلوب ، مصورة للأذهان ، مذكورة غير منسية في كل أوان . انتهى .


[6867]:[55/ الرحمن/ 13].
[6868]:[77/ المرسلات/ 15].