فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (40)

{ فذوقوا عذابي ونذر ، ولقد يسرنا القرآن للذكر ، فهل من مدكر ؟ } ولعل وجه تكرير تيسير القرآن بالذكر في هذه السورة الإشعار بأنه منة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها ، ولأن في كل قصة إشهارا بأن تكذيب كل رسول مقتض لنزول العذاب ، واستماع كل قصة مستدع للإدكار والإتعاظ ، وهذا حكم التكرير في قوله : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } عند كل نعمة عدها ، وقوله : { ويل يومئذ للمكذبين } عند كل آية أوردها ، وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبرة حاضرة للقلوب مصورة للأذهان ، مذكورة غير منسية في كل أوان .