تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

21

المفردات :

وأنّى له الذكرى : من أين له منفعتها ؟ هيهات فقد جاءت بعد فوات الأوان .

التفسير :

23- وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذكرى .

تأتي جهنم تتلمظ غيظا على من عصى الله تعالى ، ويراها الناس رأي العين .

قال تعالى : وبرّزت الجحيم لمن يرى . ( النازعات : 36 ) .

لقد كشفت جهنم للناظرين بعد أن اكنت غائبة عنهم ، فكأنها كانت بعيدة وجاءت إليهم ، عندئذ تذهب الغفلة وتجيء الفطنة ، ويتذكر الإنسان الغافل أيام غفلته ، ولكن بعد فوات الأوان .

إنه الآن يتعظ ويرق قلبه ووجدانه ، ويتحسر على الحياة التي أضاعه بغفلته ، ولكن لا تفيده هذه الذكرى ، فالدنيا عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل .