السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَجَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٍ} (74)

ثم بين سبحانه وتعالى ما تسبب عن الصيحة معقباً لها بقوله تعالى : { فجعلنا } أي : بما لنا من العظمة والقدرة { عاليها } أي : مدائنهم { سافلها } بأن رفعها جبريل عليه السلام إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض { وأمطرنا عليهم } أي : أهل المدائن التي قلبت المدائن لأجلهم { حجارة من سجيل } أي : طين طبخ بالنار .

تنبيه : دلت الآية الكريمة على أنّ الله تعالى عذبهم بثلاثة أنواع من العذاب أحدها الصيحة الهائلة المنكرة وثانيها : أنه جعل عاليها سافلها ، وثالثها : أنه أمطر عليهم حجارة من سجيل ، وتقدّمت الإشارة إلى ذلك في سورة هود .