السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (98)

{ فسبح } ملتبساً { بحمد ربك } أي : نزهه عن صفات النقص . وقال الضحاك : قل سبحان الله وبحمده . وقال ابن عباس : فصلّ بأمر ربك . { وكن من الساجدين } أي : من المصلين . روي أنه صلى الله عليه وسلم «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة » . وقدّمت معناه في سورة البقرة .

تنبيه : اختلف الناس كيف صار الإقبال على الطاعات سبباً لزوال ضيق القلب والحزن فقال العارفون المحققون : إذا اشتغل الإنسان بهذه الأنواع من العبادات يتنوّر باطنه ويشرق عليه وينفسح وينشرح صدره فعند ذلك يعرف قدر الدنيا وحقارتها فلا يلتفت إليها . وقال بعض الحكماء : إذا نزل بالإنسان بعض المكاره ففزع إلى الطاعات فكأنه يقول : يا رب يجب عليّ عبادتك سواء أعطيتني الخيرات أو ألقيتني في المكروهات فأنا عبدك بين يديك فافعل بي ما تشاء .