ولما أجاب سبحانه وتعالى الكفار عن شبهتهم بقوله تنزيهاً لنفسه عما يشركون وكان الكفار قالوا : هب أنّ الله تعالى قضى على بعض عبيده بالشرّ وعلى آخرين بالخير ولكن كيف يمكنك أن تعرف هذه الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى ؟ وكيف صرت بحيث تعرف أسرار الله تعالى وأحكامه في ملكه وملكوته فأجابهم الله تعالى بقوله : { ينزل الملائكة } قال ابن عباس : يريد بالملائكة جبريل وحده . قال الواحدي : يسمى الواحد بالجمع إذا كان ذلك الواحد رئيساً . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف الزاي والباقون بتشديدها والمراد { بالروح } الوحي أو القرآن فإنّ القلوب تحيا به من موت الجهالات وقوله تعالى : { من أمره } أي : بإرادته حال من الروح { على من يشاء من عباده } وهم الأنبياء { أن أنذروا } أي : خوّفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم { أنه } أي : الشأن { لا إله إلا أنا } أي : لا إله غيري وقوله تعالى : { فاتقون } أي : خافوني رجوع إلى مخاطبتهم بما هو المقصود .
تنبيه : في قوله تعالى : { أن أنذروا } ثلاثة أوجه أحدها : أنها المفسرة لأنّ الوحي فيه ضرب من القول والإنزال بالروح عبارة عن الوحي قال تعالى : { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا } [ الشورى ، 52 ] . الثاني : أنها المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف . الثالث : أنها المصدرية التي من شأنها نصب المضارع ووصلت بالأمر كقولهم : كتبت إليه بأن قم والآية تدل على أنّ نزول الوحي بواسطة الملائكة وأنّ النبوّة عطاءة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.