السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فِي جَنَّـٰتٖ وَعُيُونٖ} (147)

ثم فسر ما أجمله بقوله : { في جنات } أي : بساتين تستر الداخل فيها وتخفيه لكثرة أشجارها { وعيون } تسقيها مع مالها من البهجة وغير ذلك من المنافع .

فإن قيل : لم قال ونخل بعد قوله : { في جنات } والجنة تتناول النخل أول شيء كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج حتى إنهم ليذكرون الجنة ولا يقصدون إلا النخيل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل قال زهير :

تسقى جنة سحقاً *** . . . . . . . . . . . . . .

وسحقاً : جمع سحوق ، ولا يوصف به إلا النخل ؟ أجيب : بوجهين : أحدهما : أنه خص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيهاً على انفراده عنها بفضله عليها ، الثاني : أن يريد بالجنات غيرها من الشجر لأنّ اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل .