السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ وَمَا عِلۡمِي بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (112)

ولما كانت هذه الشبهة في غاية الركاكة لأنّ نوحاً بعث إلى جميع قومه فلا يختلف الحال بسبب الفقر والغنى وشرف المكاسب وخستها أجابهم بقوله : { قال وما } أي : أي شيء { علمي بما كانوا يعملون } قبل أن يتبعوني أي : مالي وللبحث عن سرائرهم ، وإنما قال هذا لأنهم قد طعنوا مع استرذالهم في إيمانهم وأنهم لم يؤمنوا عن نظر وبصيرة وإنما آمنوا هوى وبديهة كما حكى الله عنهم في قوله : { الذين هم أراذلنا بادي الرأي } ( هود : 27 ) .